الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

ولدت أمازيغيا (3)

    عندما استمع لخطاب السلطة ومن يدور في فلكها من  مثقفي البلاط و جمعيات المجتمع المدني حول موضوع الهوية الوطنية افقد الثقة في المستقبل، يتملكني نوع من الحزن والأسى على بلدي وعلى شعبي..اشعر أن تضحيات أجيال من الجزائريين قد ذهبت أدراج الرياح...كل اؤلئك الذين حملوا راية الجهاد ضد المستعمر الفرنسي قد خانتها هذه النماذج التي حكمتنا وتحكمنا...ماذا لو يعود هؤلاء يوما فماذا عساهم يقولوا؟ 
ماذا عسى أن يقول الأمير عبد القادر والمقراني والشيخ الحداد ولا لافاطمة نسومر وبوعمامة والشيخ أمود وعبان رمضان وكريم بلقاسم وبن بولعيد والعربي بن مهيدي وعميروش وسي الحواس وغيرهم من ابطال هذا الشعب...اكيد أنهم سيصابون بصدمة وهم يرون أن ما ثاروا في سبيله لم يتحقق لا الحرية ولا الكرامة ولا المساواة ولا العدالة ...
نعم  هويتي سرقت مني، وشوهت في أعين من هم مثلي...انهم ارادوا منذ الإستقلال أن يسرقوا مني لساني، .حاربوه بكل الوسائل المتاحة لهم، لكن هيهات هيهات،لن يقدروا أبدا ، إن ما وهبه الله لي لن يقدر أحد أن يأخذه مني...إلا هو وحده لا شريك له...لقد تعلمت منذ صغري أن أدعو الله بلساني هذاواستغفره به، كنت ألجأ إليه بهذا اللسان ، كنت أشعر أني قريب منه تعالى بهذا اللسان، كانت أمي تقول لي أن الله يعرف كل اللغات، صدقتها واعتقدت بهذا أننا كلنا عبيد لله تعالى لا فرق بيني وبين غيري...كنت افتخر بلساني هذا لأنه من الله تعالى...
وجاء خلق الله تعالى ليقول لي لا تتحدث بهذا اللسان : إنه كفر وخروج من الإسلام...قالوا لي لا يمكن أن تتصل بربك وتعبده وتلجأ إليه وتدعوه بلسانك هذا،قالوا لي إن لسانك هذا مظهر شركي،قالوا لي أن الجنة هي محرمة على من يتقرب إليه بلساني، قالوا وقالوا حتى مللت وكرهت هذا الدين الذي يفرق بين عباده على أساس العرق واللغة والجنس
...                   
جلست مع نفسي اصارعها لعلي أجد جوابا شافيا...كانت صورة أمي الأمية التي لا تعرف إلا الأمازيغية لسانا وهي تستيقظ لقيام اليل اسمعها تسأل الله بلسانها وتبكي على ذنوبها بلسانها...كانت تدعوا الله في أولادها بلسانها...كانت صورتها لا تفارقني أبدا أيعقل أن ما تفعله كله سراب لأنها تفعل ذلك بلسانها؟
استجمعت قواي وقلت وانا اصرخ إني أمازيغي  مسلم حر،  ولن يستطيع احد أن يبعدني عن ربي ولاأن يستحمرني ولا أن يستغفلني...
لقد غرسوا في المجتمع الجزائري بذور التفرقة حتى يحكموا هذا الشعب بسهولة ...لقد اشاعوا فيه العصبية والجهوية ليتمكنوا من خيرات هذا البلد دون أن يحاسبهم أحد...فرقوا هذا الشعب شيعا وفرقا تتناحر فيما بينها عقيدتها الوحيدة هي العنصرية،  لق، استطاعوا أن يخدعوا أبناء هذا البلد بنظرياتهم المدمرة والمفسدة مدة خمسين سنة، لكن لن يقدروا أن يخدعوه طول الوقت...
    لقد كانت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم رسالة عدالة ومساواة وليس لأحد فصل على الآخر إلا التقوى والعمل الصالح.هذا المقياس الرباني هو الذي جعل سلمان الفارسي يقول فيه نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم "سلمان مني وأنا منه"...هذا التصور هو مفتاح الشعوب الأعجمية كلها الذي جعل من كثير من أفرادها منارات عالية في سماء الحضارة الإسلامية . .   

http://wwwzouaoui15.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق