الخميس، 17 نوفمبر 2011

هل من مدكر؟ ماذا تعني كل هذه الأحداث الواقعة في العالم العربي

أزفون 21ذو الحجة1432هـ الموافق ل 17/11/2011

كتبها عبد الوحيد رحماني

ماذا تعني كل هذه الأحداث الواقعة في العالم العربي؟
هل هي نتيجة الكبت الذي أصاب المجتمعات العربية جراء ظلم وقهر الأنظمة الحاكمة ،أدى إلى  نسيان  الفرد العربي لأفكاره وذكرياته  ورغباته ومشاعره حتى عاد لا يحس بها   ...لقد نسي أن من حقه أن تكون له أحلام،واهداف لكنه بقي يتغافلها   حتىلا تسبب له ضيقا او قلقا او ضررا إلى أن ترجم بعد زمن طويل من التناسي هذا الكبت إلى ثورة جاءت على الأخضر واليابس؟
أم أنه تخطيط محكم من نخب معارضة اختارت الوقت المناسب لبداية عمل تغييري جذري وبناء المجتمع العربي الجديد؟ 

أم أن ما يحدث هو نتيجة تخطيط المخابر الإستعمارية  المتكونة من اتحاد القوىالمسيحية الإسرائيلية، كحل لمشاكلها الإقتصادية فتعمل على إحياء الثورات العربية ضد أنظمة كانت لوقت قريب تمثل مواقع استرتيجية حليفة لسياساتها الإستغلالية لموارد العالم العربي:وعملت على أن تكون حراكات غير سلمية تستعمل العنف لتغيير الحكام، وبذلك خلق جو الصراع المسلح الذي يأتي على هدم وتدمير كل البنية الإقتصادية لهذه البلدان لتأتي بعدها المؤسسات العالمية الكبرى الواقعة تحت رحمة الأزمة الإقتصادية الخانقة لتستثمر في معظم المجالات بهذه البلدان لتكون المخرج الحقيقي لها من أزماتها المالية؟
               
او ربما اجتماع هذه الأساب كلها هي وراء هذه الحركية الثورية ؟
امام هذه الحالة وقبل الخوض في الملابسات التي أدت إلى هذه الفوضى المبرمجة لا بد من الإشارة إلى مسلمة أكدها المولى عز وجل في كتابه الكريم أن الغرب المسيحي اليهودي لن يرضى للعالم العربي المسلم أن تتحكم فيه قوى تؤمن بالقيم الإسلامية وتكون قادرة على اتخاذ قرارات سيدة تلغي فيه الإمتيازات التي كانت لها في إطار الأنظمة الزائلة، فهي ترفض وسترفض أن تكون القيم الإسلامية هي التي تشكل البناء الجديد للعالم العربي ولا يوجد أدل على ذلك، من تلك التصريحات التي سمعناها من قوى غربية يهودية 
ساندت الثورة المسلحة في ليبيا ، عند اقرار المسؤولين الجدد في ليبيا أن الدولة الجديدة ستكون وفق المبادئ الإسلامية فما كان من هؤلاء إلا أن قالوا انهم لم يقدموا المساندة للثوار على اسقاط الديكتاتورية لتقوم مقامها دولة اسلامية؟ 
إذا فقهنا هذا،فلتعلم الشعوب الإسلامية منذ الآن، أن المخابر الإستعمارية ستعمل المستحيل  لإبقاء هذه الشعوب في صراع دائم فيما بينها، فالأزمات هي جنة المال والتجارة..
وهنا يستوقفنا تساؤل : هل عند القوى الجديدة التي ثارت،الإستعداد الفكري والنفسي اللازم لمواجهة التحديات الكثيرة التي ستقابلها خاصة في الظروف العالمية الحالية ؟
                         
هل النخب الجديدة التي ركبت موجة الإحتجاجات قادرة على العمل مستقبلا في انسجام مع الطبقات العادية وتكون خلاقة في إيجاد الحلول الملائمة لهذه التحديات؟
وهنا لابد من الإشارة،أن أكثر هذه النخب دخلت في صراع مع انظمة بلدانها منذ عهد طويل دفعت بها إلى الهجرة إلى الغرب،فكانت بذلك بعيدة عن قاعدتها الشعبية وعن همومها ومشاكلها،وعن أحلامها وآمالها، وربما الكثير من القوة الشبابية المؤثرة في الأحداث  الجاريةلا تعرفها. إننا  امام دورة حضارية جديدة، لابد من استغلال كل العوامل التي تحفظ الهدف الذي من أجله قامت هذه الثورات، ولابد على هذه النخب أن تكون قادرة على ايجاد الحلول بعجالة لمشاكل متجذرة  نتيجةإفلاس  الأنظمة الحاكمة ومن يدور في فلكها لسنوات و التي  غيبت كل المعالم الإيجابية التي تساعد على التقدم والإزدهار،فلابد أن تظهر قدرة إبداعية في تعبئة طاقات الشعوب العربية والارتقاء بها إلى مستوى من التكوين السياسي والأخلاقي والمهني يسمح لها بالتفاعل الايجابي مع عصرها وبالرد الناجع على التحديات التي تواجهها، سواء ما تعلق منها بحماية الثورة والسيادة أو بتحسين شروط الحياة المادية والمعنوية أو مكافحة الأمراض التاريخية الخطيرة التي ورثناها من سوء التسيير الذي لزم الأنظمة الزائلة نلخصها بالفقر والجهل والمرض لتستقي مشروعية كفاحها ضد الحكم الظالم واستحقاقها لإقامة دول مستقلة ذات سيادة اما إذا فشلت وأخفقت هذه النخب في مهمتها،فعواقب هذا الإخفاق لن تكون شيئا آخر سوى التهديد الحتمي بتفجير الأوضاع العربية الداخلية والإقليمية وتدشين حقبة عربية جديدة وطويلة من التفكك والتشرذم والاقتتال فهل من مدكر؟




http://wwwzouaoui15.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق