السبت، 20 ديسمبر 2014

توجيه العقول



 أزفون 20-12-2014
عبد الواحد رحماني      



      تقوم جهات عديدة داخلية وخارجية بوضع برامج عملية لتصورات ومعلومات ويقومون بتمريرها وتثبيتها في برامج اعلامية وسياسية وهي طبعا تحدد معتقداتنا وموقفنا لتوجه في الأخير سلوكنا اليومي والذي يلاحظ جيدا غالبا ما تكون هذه المعلومات والافكار لا تتطابق اساسا مع المنظومة الفكرية والاجتماعية للشعوب والغرض من ذلك طبعا هو تسييس العقول يقول هربرت شيلير في كتابه القيم " المتلاعبون بالعقول" " ذلك أن الأفكار التي تنحو عن عمد إلى استحداث معنى زائف ، وإلى انتاج وعي لا يستطيع أن يستوعب أن يستوعب بإرادته الشروط الفعلية للحياة القائمة او أن يرفضها سواء على المستوى الشخصي او الإجتماعي ، ليست في الواقع سوى أفكار مموهة أو مضللة.  إن تضليل عقول البشر هو على حد قول باولو فرير " اداة للقهر" فهو يمثل احدى الادوات التي تسعى النخبة من خلالها إلى تطويع الجماهير لأهدافها الخاصة" انتهى كلام هربرتشيلير

    لكن متى يبدأ التضليل؟  
             فحسب التجارب التاريخية فإن النخبة هذه لا تحتاج الى تضليل العقول حينما  تكون الجماهير  تعيش حالة البؤس وتقبل به ،ولا تتحرك لتغيير ذلك ولكن حينما تبدأ في الظهور كإرادة في مسار العملية التغييرية هنا  تظهر الحاجة للعمليات التضليلية و توجيه العقول  و تتسارع عمليات القمع ليس الجسدي فقط ولكن اخضاع فكره وسلوكه اخضاعا تاما . 

            ولابد لنا من الاعتراف ان الجهل ونقص الوعي بالبرامج التضليلية  للإعلام والنخب السياسية لدى الجماهير، والجهل باساليب التأثير النفسية ساعدت على تملك عقول الجماهير وترويض النفوس و ضل المهيمنون على النظام الاجتماعي يمارسون بفعالية لعبة التضليل على عقول الاكثرية واستمالتها لسياساتها والتمويه عليها في كثير من تحركاتها.
        وطبعا حينما تشعر هذه النخب المهيمنة بان هناك ولادة وعي جديد عند الجماهير قد يهدد  الهيكل ، ويهدد  القوة الخفية التي تحرك الواقع الاجتماعي كما تريد كما يحرك الفنان الدمى في مسرح الالعاب ، هنا تبدأ مخابرها في  النبش في ما يمكن ان يصلح من افكار ومعلومات لتوجيه العقول واشغال الناس بامور تشتت الجهود  وتكرس الانشقاق بين مختلف المنظومات الفكرية المتواجدة في المجتمع  حتى تصبح تتصارع فيما بينها وطبعا هذه النخب المهيمنة تتفرج  و تستمتع بما يقع .
        إن فهم الآليات الثقافية التي تستعملها مثل هذه الدوائر المهيمنة والمحركة للسلوك الجماهيري أصبح في غاية الاهمية واضحى ضرورة ملحة حتى نتمكن من مواجهات هذه المشاريع  والتي تسعى هذه الدوائر من خلال تجسيدها أسر  عقول وأرواح الشعوب المقهورة على أمرها.



http://wwwzouaoui15.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق