الأحد، 21 ديسمبر 2014

النخبة الزاهدة

ازفون 22-12-2014
عبد الواحد رحماني

      تمدنا التجارب البشرية بكثير من النماذج البشرية التي تمكنت من تغييرالتاريخ الإنساني، وكثيرا ما كانت توعز لأفراد يتمتعون بقدرات عقلية ونفسية عالية استطاعوا من استثمار الظروف من اجل تحريك القدرات الكامنة عند الأفراد من أجل تغيير الاحوال الحياتية.

      وغالبا ما يرتكز هؤلاء الأفذاذ على نخبة تختارها  من بين الجماهير ،  والاختيار يكون وفق شروط  معينة ، وهذه النخبة   هي  القاطرة لتنفيذ المشروع التغييري للقائد الجديد . إن هذه التجارب جديرة بان تدرس ليس فقط لمعرفة مميزات اؤلئك القادة ولكن لمعرفة كذلك هذه الزمرة التي آمنت بقادتها وكانت له السند القوي حتى تمكنوا من تغيير تاريخ البشرية و استطاعوا ان يشيدوا منارات في حياة الانسانية .
     لقد كانت هذه النخبة المختارة تمتاز عن غيرها بجملة من الصفات التي جعلتهم يختلفون عن الجماهير ، وربما كانت صفة النبل اهم ما كانوا يتميزون بها، وحينما اقول النبل أقصد بذلك حبهم للخير و العدل والامانة ، أصحاب مبادئ سامية  اضافة لقيم التضحية والايثار والبذل والعطاء... وهذا لا يمنعنا ايضا ان نتساءل : بماذا تمتاز هذه النخبة الزاهدة من سلوك أسمى تميزها عن النخب الاخرى؟ 
     نقول بكل بساطة  ان التاريخ يؤكد لنا انها  تعيش في الحياة الدنيا وفي أي موقع تكون فيه، تمارس مبادءها التي تؤمن بها ، الغنى والأمجاد لا تفسدها  والفقر وسوء الحال لا تبدلها،  والسلطة والنفوذ لا يمكن ان تدعها تركع على ركبتيها.  هكذا كانت ولهذا استند اليها اؤلئك الافذاذ من القادة الكبار الذين تركوا بصماتهم في ساحة التاريخ البشري،  وبها فتحت قلوب الجماهير وأحبتها . 

    اننا  بحاجة  لمثل هذه النخبة  التي تتحرك فقط من اجل ان تعيش الجماهير في أحسن حال فنحن نتحرك في خلال العالم في اخدود ضيق وتشغل بالنا الامور التافهة التي نسمعها ونراها ونطيل التفكير في اوهامنا ونمر بافراح الحياة دون ان نتعرف على اننا فاتنا شيئ ننحن بحق مسجونون كما لو كنا مكبلين باغلال  في السجن ، بل الحقيقة اننا تائهون بدون هدف، نحتاج لهؤلاء حتى يعلموننا انه لابد ان نعيش مع وئام بالسنن الالهية في الكون وليس ثائرين عليها مثلما يحدث الآن  وكان  سببا للفوضى التي تتصف بها حياتنا اليومية .






http://wwwzouaoui15.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق