ازفون يوم 07/05/2013
كتبها رشيد كيشو
http://wwwzouaoui15.blogspot.com/
من تكلم عن الآداب والأخلاق كأنه تكلم عن تاريخ أمة كاملة.فقضية مكارم الأخلاق، أسالت حبر سيالات العديد من الأدباء والشعراء واهل الدين، لأن التربية بكل بساطة مشروع مجتمع بكامله.
عليه، إن كنت عبدا متخلقا وسقتك مكارم الأخلاق، إنك لا محالة من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. كثير ممن يتحاملون ويتطاولون على الغير، ويغتابون ليلا ونهارا لا لشيء إلا أنهم أصيبوا بأمراض النفوس، فدخلوا عالم الإثم والسوء بعفوية، لكن جزاءهم عند الله عز وجل يوم القيامة لعقاب شديد.
هذا اللسان الذي يتكلم بدون هوادة ولا انقطاع، هو عضلة، لا تكل ولا تمل، يفتقد لعظمة، التي من شأنه ترهقه وتكتمه.
اليوم، الأغلبية الساحقة من البشر لا يتوقفون عن الكلام الزائد، الجاف والفارغ، يلجون عالم الثرثرة التي عشقوها إلى حد النخاع، واتخذوها مهنة يصطادون بها في المياه العكرة، غير آبهين بنتائجها الوخيمة على مجتمعنا. فاحذر يا عبد الله من ذات المصيبة لان المبتلى بها سيخسر الدنيا والآخرة، فصدق من قال:" من كثر كلامه كثر خطؤه"
إنها رسالة قصيرة مني موجهة لسماسرة الكلام الفارغ، فاحذوا أيها الناس حذو الشاعر حافظ ابراهيم الذي قال في مطارم الأخلاق:
إني لتطربني الخلال الكريمة طرب الغريب بأوبة وتلاق
وتهزني ذكرى المروءة والندى بين الشمائل هزة المشتاق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق