الاثنين، 6 مايو 2013

قوة الأفكار...


 أزفون يوم  06/05/2013
عبد الواحد رحماني 



http://wwwzouaoui15.blogspot.com/
  
                  إننا في عصر عشق المادة، التي تمكنت من الهيمنة على عقول البشر وهيمنتها،  كما اختفت بواعث الإيمان ومظاهره في النفس والمجتمع، وأصبح العقل خادما لا سيدا.. نعم  هذا من أعظم التحديات التي تعترض المسلم في هذا القرن، أين تخلى الإيمان والعقل عن دورهما في قيادة النفس والمجتمع والسيطرة على ميادين الحياة كلها... لقد استطاعت فلسفة  المادة التي طغت أكثر في العالم المتقدم من أن يوجه الحياة في العالم الإسلامي ، وتلك هي معاناتنا الحقيقية بما أن الجراثيم التي تنخر في الإنسان الغربي، وفي المدنية الغربية برمتها، هي الآن تفتك  بالفرد المسلم و تصيبه في  المقومات الأساسية لمجتمعه... انظر فقط كيف أصبحت الوضاعة والمعصية والإنتشار الواسع جميع للمخدرات والمسكرات وفساد الأخلاق السمة الرئيسية لمجتمعاتنا بدون استثناء...
    إن تنظيم المجتمع في حركته وسكنته، في تطوره وتخلفه، في نظامه وفوضاه كل هذه الأمور ذات علاقة وظيفية بنظام الأفكار المنتشرة في ذلك المجتمع كما عبر عنه مالك بن نبي رحمه الله... وهذا مشاهد في بلداننا التي لم تعي بعد من أهمية المنظومة الفكرية التي تسير مجتمعاتنا ، كما لا نعي جيدا أن هناك أسبابا أدبية ومادية تعمل في قلب كل دولة، تتسبب في نهوضها ثم في استمرارها وأخيرا في انهيارها.. وغالبا يحدث ذلك حينما تفقد المنظومة الفكرية لمجتمع ما فعاليتها وقدرتها على الإبداع والبناء.
    ولعل خلق أفكار إبداعية قادرة على إيجاد حلول لمشاكل تخص عالمنا الإسلامي وتجعله يعود إلى حلبة التاريخ ليكون شاهدا على العالم الآخر هو أكبر التحديات التي تواجه النخب المسلمة في وقتنا الحالي. وهذا ما فهمه الغرب منذ عصر النهضة، أين اولوا أهمية قصوى لعالم الأفكار، بل أن لعبة الأمم في عصرنا هذا تدور رحاها في ساحة الأفكار، فمن يملك الأفكار المبدعة يملك القوة... 
     إننا في العالم الإسلامي نملك عقدة النقص اتجاه الآخر، نقيس ضعفنا وتخلفنا في مدى امتلاكنا للأشياء مقابل ما يمتلكه الغرب...لهذا سعت أغلب الدول العربية خاصة إلى امتلاك الأشياء وفي أذهانهم أن هذا كفيل بحل مشكلة التخلف في بلداننا... وهذا هو الإفلاس بحد ذاته، وإلى حد الآن لم نستطع أن نخرج من هذا الوهم ونتوجه نحو عالم الأفكار لنصل إلى القوة.. وهذا هو التحدي الثاني الذي ينبغي أن نواجهه.، فحين يعي شبابنا دور الأفكار المبدعة في دفع الأمم نحو الرقي والرفاهية يحدث التغيير المنشود وسنعيد حينها العالم الإسلامي إلى قيادة البشرية نحو الخير والبناء والإعمار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق