الأحد، 30 أكتوبر 2011

كن ربانيا في حياتك.

     كثيرة هي الأزمات والمخاطر التي تواجهنا في الحياة ..والناس امامها معادن...فمنهم من يفتقر إلى القدرة على المواجهة، فيصيبه اليأس ويوصله إلى الإنتحار..بوضع حد لحياته، وهناك من ينتحر اجتماعيا بأن ينعزل عن المجتمع ويدمن على المخدرات والمسكرات... ومنهم من يخفي ضعفه باللجوء إلى العنف اللفظي والسلوكي لعله يخفي ضعفه وعدم مقدرته على المواجهة...وهناك من يواجه هذه المخاطر والمصائب بنفس مطمئنة  ويعلم أن لكل مشكلة حل وأن لا يوجد هناك قدر واحد على الإنسان،فتجده يهرب إلى قدر آخر يمكنه من التغلب على ما يعانيه في حياته.
 والمسلم في زماننا هذا تقابله تحديات جسام داخلية وخارجية، وكلها حطمته على مستوى عزيمته وارادته وكبحت رغبته في العيش الكريم... لقد اصبح المسلم في اكثر مجالات حياته عاجزا عن التحرك والتقدم وكأنه استسلم لحالته هذه تحت عنوان " هذا قدري" .
      لقد انعم الله علينا برسالة جاءت لتجعلنا خير امة أخرجت للناس..رسالة تضعنا كأمة الشهادة على الآخرين ...لقد جاءنا محمد صلى الله عليه وسلم بأفكار وتصورات جديدة للحياة تمكننا بان نكون امة الشهادة وامة الخيرية..قيم ربانية اعادت تشكيل الإنسان ليكون همه الوحيد هو اخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة...رسالة تريدك أن تكون كريما في دنياك وكريما في آخرتك..رسالة تجعل منك امينا على نهج الله في الأرض امينا على ما استخلفك الله تعالى في الأرض...
   لقد عمل الغرب الحقود على الإسلام على تصغير دور المسلم في الوجود من خلال التشكيك في عقيدتنا وقيمنا، كما عملت على استصغار حضارتنا وما قدمته للبشرية .ثم عمدإلى تقزيم نفوسنا وإقناع الكثير منا بأن تخلفنا راجع إلى قيم الإسلام عقيدة واخلاقا..فأصبح المسلم يقلد هؤلاء في كل مجالات الحياة ويتنازل عن ابسط المبادئ ناهيك عن الأصول...لقد فقد توازنه الإجتماعي وأصبح يبحث كيف يرضى عنه الغرب ؟
    إن اتباع هدى الله هو المخرج من مما نحن عليه الآن، وهذا يعرفه كل الناس ..فالمصلحون في مختلف الأزمان والأمكنة ينادون بهذاويدعون إلى الرجوع إلى قيم ديننا وعقيدته..فمنذ  ابن تيمية والشاطبي إلى محمد بن عبد الوهاب مرورا بالأفغاني وممد عبده والنورسي وابن باديس والطاهر ابن عاشور وكل صوت اصلاحي ظهر هنا او هناك في العالم الإسلامي كانت دعواتهم لهذا غير انه بعد مرور كل هذه السنوات مازال المسلم بعيدا كل البعد عن قيمه وعقيدته وما زال ينظر إلى ثقافة الغرب المسيحي اليهودي هو المنقذ من تخلفه الحضاري وهو من يحمله الى مملكة السعادة الأبدية؟ 

     لقد حملت سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم  وسيرة الصحابة رضوان الله عليهم وتاريخ خير القرون لأمتنا تراثا هاما من ادوات ووسائل حضارة انسانية تكرم الإنسان وترفعه إلى درجة الخلافة الربانية ..ادوات لتحطيم مابالنفس من كِبْرُ إبليس، وحسَد قابيل، وعُتوِّ
عاد، وطغيانُ ثمود، وجُرْأةِ نمرود،
واستِطالة فِرعَوْن، وَبغيِ قارون، وقحة
هامان. لقد جاءنا محمد صلى الله عليه وسلم بقيم ربانية لو ينميها المسلم لعلا علوا كبيرا ولستطاع أن يقفز قفزة في  عالم التحضر والتطور ولصنع حياة جديدة لإنسان جديد .يقول ابن عباس رضي الله عنه"يقول ابن عباس: «لو أطبِقتِ السَّماء على
الأرْض، لجَعَلَ اللهُ للمتقينَ فتحاتٍ يَخرجون مِنها..ألا تروْنَ قولَه: «ومن يَتَّق اللّهََ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً».
                               
   
آن الأوان ان يرفع المسلم رأسه ويحس بالعزة والكرامة ولكن في مجال دينه...آن الأوان للمسلم أن يتسلح بالإخلاص والتقوى والتوكل على الله والصبر والثقة المطلقة بالله ...وغيرها من التصورات والقيم التي جاءنا بها نبينا صلى الله عليه وسلم وغير بها معالم التاريخ واستطاع البدو الرحل أن يضعوا للإنسانية أنموذجا حضاريا كرم الإنسان دون النظر إلأى معتقده وفكره ولونه وجنسه وتاريخ الأندلس ليس ببعيد...آن الأوان للمسلم أن يبلغ عن رسالته ويفتح القلوب بنور القيم والأخلاق الربانية التي هي امانة في عنق كل مسلم ...
آن الأوان أن يشعر المسلم بمسؤوليته التي حملها عن رب السموات ويكون بأعماله وأخلاقه شاهدا على أعظم رسالة في الوجود الإنساني.

                       
       وهنا لابد من الإشارة لأمر هام ، إن طريق العودة للمجد مملوء بالأشواك والتحديات ... سيجد المرء من يثبطه ويكبح ارادته للتغييير...سيجد  في طريقه الطويل من يسعى لتكسيره ووضع العقبات الكثييرة على طول طريق مسيرته التغيييرية ..ولك في تاريخ الأنبياء والمصلحين عبرة وتجربةلا يعتبر بها إلا ذو الألباب..فحينما تجد الأبواب موصدة و على القلوب اقفال لا تجعل اليأس أو الخوف  أو الضعف يعرف طريقه لقلبك وتذكر قوله تعالى " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب"  أو "ومن يتق يجعل له من أمره يسرا"..واعلم جيدا أن طريقك نحو حياة أفضل بيدك وحدك. كما أن التغيييريحتاج إلى شجاعة،خيال والتزام  كما قال تايلر وقال آخر أن العقبات لا تجعل الناس يتوقفون ، الناس يوقفون أنفسهم...فاعتبر يا مسلم
 http://wwwzouaoui15.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق