الأربعاء، 4 مايو 2011

القابلية للإهانة



هل يمكن لاحد ان يهيننا إذا لم تكن عندنا قابلية للإهانة؟....

هل يمكن لاحد ان يجرح كرامتنا إذا لم نسمح له بذلك؟

هل يقدر أحد أن ان يستعمرنا إذا لم تكن عندنا قابلية للإستعمار؟

هل يمكن لاحد أن يستحمرنا إذا لم يكن عندنا قابلية للإستحمار؟

نحن دائما نبرر فشلنا بأمور خارجية، نظرية المؤامرة الدائمة للخارج....نلصق سلبياتنا وغباوتنا على الآخر، الآخر الشبح هو السبب...

اعلم اخي الكريم أن الإنسان يمتاز عن الحيوان أن له ضمير، وله حرية الإختيار، نعمة من المولى تعالى، له قدرة التمييز ثم الإختيار دون أن تؤثر فيه المؤثرات الخارجية، فهو من يؤثر في الواقع وليس العكس...هكذا يجب أن يكون عليه الحال...

هناك من الناس من يلصق همومه ومشاكله على سخص، ألم يأن لنا أن نعترف ان ما يقع لنا هو نتيجة لإختياراتنا السابقة...وانا اكتب هذه الأسطر، قررت أخذ بعض الراحة، فأشعلت التلفزيون ،فاستدرجني شريط على قناة الجزيرة الوثائقية بعنوان"أمريكيون تحولوا إلى الإسلام"، وكان الحديث عن أمريكيين من تيكساس ، أي المنطقة الأكثر تدينا ومحافظة في أمريكا....

كانوا شبابا وشابات بيضا ، جلهم من عائلات ميسورة الحال، يتحدثون عن إسلامهم وشعورهم الجديد، وتمسكهم العجيب بتعاليم الدين حتى أن في بعض الأحيان تجدهم اكثر تمسكا من شبابنا الذين ولدوا على الإسلام ويعيشون في بلد الإسلام....
انظر كيف قرروا أن يصبحوا مسلمين، فلم تكن البيئة مؤثرة فيهم، إنهم ببساطة يملكون حرية الإختيار التي أودعها الله تعالى في الإنسان...
وهنا بدر على ذهني سؤال:
لماذا نتردد نحن في تطبيق بعض تعاليم الإسلام كالحجاب مثلا للمرأة ؟....الجواب ببساطةخوفا من ردة الفعل..إننا حبيسوا الواقع؟، حبيسوا الناس فهم من يحركنا وهم من يفرض علينا السلوك الذي نأخذه...
تمر علينا كثير من التجارب، وكما اننا نحاول أن نبدع في اليوم، ونفكر كيف نقضيه، ثم يحدث اننا نختار مواقف نراها مناسبة، ولعل الطريقة التي نتعامل بها مع المواقف الجديدة هي الأهم في الحياة
اعلم جيدا ان من اهم طبائع البشر، اخذ المبادرة ، ولعل الإنسان مدفوع أن يبادر إلى الفعل ويتحرك قبل ان تجعله الأحداث يقرر ، عليه ان يؤثر قبل أن يؤثر عليه.
فالمبادرة إلى الفعل ينتج عنه اختيار القرار المناسب بعد التفكير في جملة من القرارات، كما اننا بذلك نصل إلى نتائج إيجابية....فالإنسان بالمبادرة يخلق الأحداث...اختم بهذه المقولة للمؤرخ البريطاني الكبير ارنولد توينبي يلخص هذه الفكرة

<<في كل الأوقات الطيبة والسيئة فإن علينا أن نخطط للمستقبل في إدارتنا لشؤوننا البشرية.
نحن نخطط للمستقبل بهدف التحكم فيه وصناعته وبالشكل الذي يخدم أهدافنا وبالقدر الذي نستطيعه... وهذه المحاولة الواعية للتحكم في المستقبل وصناعته إنما هي نشاط بشري متميز وهي احد الملامح التي تميزنا عن المخلوقات الأخرى"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق